Romance
35 years old and up
2000 to 5000 words
Arabic
Story Content
كانت أمينة تجلس بمفردها على شاطئ البحر في جدة، تراقب الشمس وهي تغرق في مياه البحر الأحمر، مُرسلةً أشعة ذهبية تخترق زرقة الماء. بلغت أمينة الخامسة والأربعين من عمرها، ولكن نظرات الحزن التي ارتسمت على وجهها جعلتها تبدو أكبر.
مضت عشر سنوات منذ وفاة زوجها، وهي تعيش وحيدة مع ذكرياتها وأحلامها التي لم تتحقق. كرّست حياتها لتربية ابنتيها، والآن بعد أن كبرتا وتزوجتا، وجدت نفسها وحيدة تمامًا.
في ذلك المساء، وبينما كانت أمينة منهمكة في تأملاتها، سمعت صوتًا رجوليًا عميقًا يقول: "هل تمانعين إذا جلست هنا؟"
رفعت أمينة رأسها ورأت رجلاً يقف أمامها، كان في الخمسينيات من عمره، يرتدي قميصًا أبيض وبنطالاً رماديًا. كان شعره قصيرًا وملحه أكثر من الفلفل، وعيناه تحملان نظرة حنونة.
ابتسمت أمينة وقالت: "تفضل، المكان يتسع للجميع".
جلس الرجل بجوارها، وساد صمت قصير بينهما، قبل أن يكسره الرجل قائلاً: "أنا اسمي خالد، وأنتِ؟"
أجابت أمينة: "أنا أمينة".
خالد: "تشرفت بمعرفتك يا أمينة. يبدو أنكِ تحبين منظر الغروب مثلي".
أمينة: "نعم، أجد فيه شيئًا من السكينة والجمال".
خالد: "أتفق معكِ تمامًا. لطالما أحببت الجلوس على شاطئ البحر ومشاهدة الغروب، إنه يذكرني بأن لكل بداية نهاية، وأن لكل نهاية بداية جديدة".
بدأت أمينة وخالد يتحدثان، وتبادلا الحديث عن حياتهما وأحلامهما. اكتشفت أمينة أن خالد هو الآخر مر بتجربة فقدان، فقد توفيت زوجته قبل خمس سنوات. كانا يشتركان في الكثير من المشاعر والتجارب.
أمينة: "لم أتوقع أن أجد شخصًا يفهم ما أشعر به".
خالد: "وأنا كذلك يا أمينة. أعتقد أن القدر هو الذي جمعنا في هذا المكان".
تبادلا أرقام الهواتف واتفقا على اللقاء مرة أخرى. بدأت أمينة تشعر بشيء جديد ينبض في قلبها، شعور لم تختبره منذ سنوات طويلة.
في الأيام التالية، التقى خالد وأمينة عدة مرات. تجولا في أنحاء المدينة، تناولا العشاء في المطاعم، شاهدا الأفلام في السينما. اكتشفت أمينة أن خالد رجل طيب القلب وحنون ورومانسي.
في إحدى الليالي، دعا خالد أمينة إلى منزله. أعد لها عشاءً بسيطًا ولكنه لذيذ. كانت الأجواء دافئة ورومانسية.
بعد العشاء، أمسك خالد بيد أمينة وقال: "أمينة، أريد أن أخبركِ بشيء مهم".
شعرت أمينة بقلبها يخفق بسرعة. كانت تعلم ما سيقوله خالد.
خالد: "لقد قضيت وقتًا رائعًا معكِ في الأسابيع القليلة الماضية. لقد أعدتِ لي الأمل في الحب والسعادة. أريد أن أسألكِ، هل تقبلين الزواج بي؟"
تجمعت الدموع في عيني أمينة. لم تصدق أنها تسمع هذه الكلمات.
أمينة: "نعم، أقبل الزواج بك يا خالد".
عانق خالد أمينة بحب، وشعرا بأن القدر قد جمعهما ليكتب لهما فصلًا جديدًا في حياتهما.
بعد شهر، تزوج خالد وأمينة في حفل بسيط حضره الأهل والأصدقاء. بدت أمينة سعيدة أكثر من أي وقت مضى. وجدت الحب مرة أخرى، ووجدت الرفيق الذي كانت تبحث عنه طوال حياتها.
انتقلت أمينة للعيش في منزل خالد، وبدآ حياة جديدة مليئة بالحب والسعادة والتفاهم. سافرا معًا إلى العديد من البلدان، واكتشفا أماكن جديدة. كانا يقضيان أوقاتًا ممتعة في مشاهدة الأفلام والقراءة والمشي على شاطئ البحر.
أدركت أمينة أن الحب لا يعرف عمرًا، وأن القدر دائمًا ما يحمل لنا مفاجآت سارة. تعلمت أن الحياة تستحق أن تُعاش بكل ما فيها من أفراح وأحزان، وأن الأمل دائمًا موجود.
في إحدى الليالي، وبينما كانت أمينة وخالد يجلسان على شرفة منزلهما المطلة على البحر، قالت أمينة: "أنا سعيدة جدًا لأنني التقيت بك يا خالد".
ابتسم خالد وقال: "وأنا أسعد يا أمينة. أنتِ أجمل هدية أهدتني إياها الحياة".
عانقا بعضهما بحب، ونظرا إلى القمر وهو يضيء سماء الليل. كانت حياتهما قصة حب دافئة بدأت على شاطئ الأمل، وستستمر إلى الأبد.